في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا
الحديثة، تتجاوز عمليات القرصنة السيبرانية حدود الدول والهيئات، ممتدة إلى
تأثيرات على مستوى الأفراد.
يظهر أن أمان المعلومات ليس مجرد قضية تتعلق بالأنظمة
والمؤسسات، بل يتعلق أيضًا بكل فرد يمتلك جهاز حاسوب.
تبرز أهمية إجراء تحديثات دورية على أنظمة
الحواسيب للحفاظ على سلامة المعلومات عند التواصل عبر الإنترنت. تبين دراسة حديثة
أجرتها شركة "إسيت" في عاصمة ألمانيا، برلين، أن هناك أكثر من 1.8 مليون
جهاز حاسوب في ألمانيا يعمل بأنظمة ويندوز قديمة لم يتم تحديثها لسنوات. يستخدم
هذه الأجهزة في الاتصال بالإنترنت دون وجود أي تحديثات أمان، مما يجعلها عرضة
للتهديدات السيبرانية.
تشير الدراسة إلى أن غالبية هذه الأنظمة الغير
مؤمنة، التي تصل إلى حوالي 1.5 مليون جهاز، لا تزال تعمل بنظام "ويندوز
7" الذي لم يتلقَ تحديثات أمان منذ أربع سنوات تقريبًا.
وفقًا للشركة، يعمل
بعض الأجهزة بأنظمة "ويندوز 8" أو "ويندوز 1.8" أو حتى نظام
"إكس بي" الذي لم يحصل على تحديث من مايكروسوفت منذ 15 عامًا.
تعلق تورستن أورباسنكي، خبير أمان تكنولوجيا
المعلومات في الشركة، على هذا الوضع بالقول: "من المحبط أن نرى أن مستخدمين
ألمانيين بالملايين يستخدمون أنظمة ويندوز القديمة حتى الآن، على الرغم من الحملات
الإعلامية التي جرت لسنوات طويلة." وقد حذر من أن هؤلاء المستخدمين يعرضون
أجهزتهم لمخاطر جسيمة عند استخدام الإنترنت.
أشار أوربانسكي إلى أن المجرمين السيبرانيين
يمكنهم بسهولة مهاجمة هذه الأجهزة غير المحمية، محذرًا من أن وجود أي ثغرة أمنية
في تطبيقات الحواسيب التي تعتمد على هذه النسخ من أنظمة ويندوز يكون كافيًا
لاختراق الجهاز واستحواذ المهاجم على جميع البيانات الشخصية.